سلام عليكم
أحدثكم الأن من أمام مكتبى المتواضع فى يوم صيفى حارق ومروحتى المسكينة مش قادرة تهوى على نفسها وبتقولى عايزة حاجه ساقعة زارنى زبون حران زى حالاتى دخل عليا بالبد له التيل نادية البيج وفى جيبة أربع أقلام جاف من أبو كل واحد فيهم بلون مختلف واللبيسه طالعه بتعلن عن لونها وصلعة بتلمع من العرق ولازق فيهم كام شعرايه كدة لزوم التزيين فى الخمسينيات من عمرة ( يلا حسن الختام )
يلا بينا على الشغل....
انا : أأمر يا باشا
هو : عايز صورة للشغل
أنا : اتفضل
هو:(بدون سبب واضح ) انا أصلاً مبطيقش الصور ولا التصوير
أنا : خير ليه بس هصورك صورة حلوة ان شاء الله
هو : أصلاً انا مش عارف أيه لازمة الصور الجديدة ما القديمه عندهم فى الملفات أيه يعنى من 15سنه وأبيض واسود ما أنا هوه أنا يعنى هوه انا هجيب واحد تانى يشتغل غيرى
- بالك - محدش يقدر يستحمل دا أنا حمال قاسية دا عيشة بقت تقصر العمر
صور ياعم صور خلينا نخلص
أنا :أتفضل أقعد وافرد ضهرك
هو : ( يضحك بسخرية) أفرد ضهرى أيه يا بنى هوه انا فيا حيل أصلاً افرد ولا أتنى دا انا شغال زى البهيم فى الساقية دا حتى البهيم بيغموا عنية وأحنا لأ بندوخ ومبناخدش راحه هنلاقيها من الشغل ولا من البيت ولا من الحر ولا من المواصلات
أنا : .... ( ساكت أما نشوف أخرتها )
هو :( يسترسل ) عارف : الموظف مننا بياخد ملاليم طول عمرة ومستحمل يجيبلوة مدير يطلع عين أهله ومستحمل ينقلوه ويأخروا ترقيتة يستحمل أنما بقا البلاوى اللى بتتحدف علينا كل كام يوم على الشبابيك فى المصلحة ( ظهرت الرؤية بقا بيشتغل فى مصلحه حكومية أكيد وموظف شباك ) اللى يطلع من الطابور ويجيلى من الباب واللى يتخانق مع اللى وراة علشان عامله حاجه عيب واللى عطس فى قفا اللى قدامه واللى يحطلك جنيه ونص فى جيبك ويقولك الشاى بتاعك
هو : أحكيلك بقا ما انتا زى أبنى وائل امبارح كان عندى طابور طوله تقريباً شارع كل واحد واقف معاه ملف وورق كتير وممعاهمش قلم واحد يوحد ربنا قولى بقا أصرف على الحكومه انا بقا ولا ايه بياخدوا القلم ومحدش بيرجعه ولاد الحراميه واحد تانى قلته طلبك هيتوافق عليه بكره قالى أيه بقا القمور حبيب ماما ؟
قالى بس انا مسافر بكره المصيف... !!!
قولى بقا أشخر ولا ألعنله سابع جد ؟
أنا :( طبعاً كأنى مش موجود أصلاً ) روق دمك بس أجيبلك حاجه ساقعه
هو : هوه بقا يا بنى فيه أسقع من الناس اليومين دول يا بنى دا انا ليا الجنة والله من صبرى عليهم أقولك ياعم واحد من كام يوم بقوله روح هات استمارة من البوسطه قالى طيب بليز أروح أقولهم أيه ؟
والنبى دا مش يفقع .... ( المرارة) ويعلى الضغط عليا
أنا : ( ماسك الكاميرا وفاتح بقى ) طيب ركز معايا بعد أذنك
.........
تم التصوير بحمد الله وطلعنا نكتب الإيصال
سألته
: اسمك حضرتك أيه
هو :
أنا : ( وانا بطلع دفتر الإيصالات )10 جنية
هو : أتفضل ( وبيمد أيدة بالعشرة جنية العرقانة الشقيانه )
وانا ببقا بفتح دفتر الإيصلات وهكتب ملقتش ولا قلم معايا ولا فى المكتب وطبعا الأحراج بقا مع الحر مع تفكيرى فى اللى هيعمله فيا لما أقوله ممعايش قلم .. المهم خد بالة وانا بدور بأهتمام فى درج المكتب
وبدأت نظرات الأحتقار تشتغل وانا عامل نفسى عبيط طلع قلم من جيبه ومد أيدة وقال
: خد قلم أهو ما انا خلاص يا بنى بقيت أعرف من اللى بيبقى معاه قلم
ومين اللى بيفضل طول عمره يدور عليه
....(يوميات مصور مغمور ( مش مغمور أوى
2010
